بسم الله الرحمن الرحيم
الأم
الأم
...ماذا أكتب وماذا أقول عن هذه الانسانية العظيمة التي تعطي وتعطي وتعطي ولا تنتظر الرد...
لا أقول كم تعبت وسهرت بل هي لازالت تتعب وتسهر من أجلنا حتى بعد أن كبرنا واعتمدنا على أنفسنا...
فالأم تستحق منا الكثييييير...
ولكني حاولت الاختصار ما استطعت حتى لا يمل الموضوع والا فلن يكفيني مئات بل آلاف السطور والمواضيع...
فاللهم ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا...
قصة في قصيدة مؤثرة وحزينة كم أبكتني في صغري وحتى الآن:
أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا.... بنقوده كيما ينال به الوطر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى .... ولك الدراهم والجواهر والدرر
فمضى وأغرز خنجرا في صدرها... والقلب أخرجه وعاد على الاثر
لكنه من فرط سرعته هوى .... فتدحرج القلب المعفر اذ عفر
ناداه قلب الام وهو معفر ... ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
فكأن هذا الصوت رغم حنوه... غضب السماء به على الولد انهمر
ودرى فظيع خيانة لم يؤتها ... أحد سواه منذ تاريخ البشر
فاستل خنجره ليقتل نفسه... طعنا فيبقى عبرة لمن اعتبر
ناداه قلب الام كف يدا ولا ... تذبح فؤادي مرتين على الاثر
ياالله كم هو كبير هذا القلب
يسع الجميع بارهم وعاقهم...
اللهم أسعده وارزقنا رضاه وبره...
لتحميل القصيدة صوتياً:
من هنا
أو
من هنا
يا فلذات الأكباد يا من أصبحتم أو ستصبحون أمهات
من كان له أبوان فليهنأ بهما
وليحرص عليهما
وليسع جهده في إرضائهما
لأنه أوتي سعادة الدنيا والآخرة .
ومن فقد أحدهما فقد خسر نصفها ،
فليحرص على نصفها الآخر قبل أن يزول،
ومن فجعه الدهر بهما فلا ينسهما من صلاته ودعواته .
بروا آباءكم تبركم أبناؤكم فالحياة دين و وفاء.
ولندرك تمام الإدراك أن السعيد من بر والديه ، وإن خلت يداه من حطام الدنيا ،
والشقي من عقهما ولو جمع مال قارون ، وبلغ من الجاه ما بلغه كسرى وقيصر .
مشكلتنا أننا ...إما نصف بار... أو نصف عاق...
لا نرفض طلبات الأم والأب.... ولكن نقدم لهم( بعض) الذي يريدون...
لا نقول لهم ( أف) عندما يطلبون منا شيئاً ... ولكن نقول لهم... (طيب)...( بعدين)...
لا نسهر على راحتهم.... ولكن إذا طلبوا المستشفى أوصلناهم...
لا نسخر من آرائهم.... ولكن نقدم رأينا على رأيهم....
وهكذا .....
أشعرنا أنفسنا أننا بارين بهم....وفي نفس الوقت....أبعدنا الهاجس الذي يطاردنا بأننا عاقين بهم...
وهكذا عشنا... في منطقة ليست خضراء مورقة...وليست كالحة معتمة....
ولن ندرك هذا الخطأ الفادح...إلا بكلمة "أغلق اليوم باب للجنة.... لن يفتح بعد ذلك أبداً....!
فهل يا ترى عاقلاً له بابان للجنة ثم يمر عليهما ولا يدخلها؟!!
يقول الرسول الكريم "رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّة".
كان أحد السلف يبكى على قبر أمه يوم دفنها .. فقيل له : لماذا تبكي ؟ قال : كيف لا أبكى وقد اغلق باب من أبواب الجنة .
فهل نفرط في هذا الباب العظيم ؟
هنيئا لك يامن باباك مفتوحان للجنة...
وهنيئا ثم هنيئا ثم هنييييئا لمن دخلت منهما للجنة..
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلامن صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له "رواه مسلم
أخواتي يامن فقدت والدتها او والدها او كلاهما معا فلتجتهدي أن تبري والديك ما استطعتِ من الدعاء لهم او بالصدقات عنهم..
أخيتي الحبيبة يامن تهنئين بوجود والديك حولك هنيئا لك هذه النعمة العظيمة التي منّ الله بها عليك...
هنيئا لك مازال باب الجنة مفتوح امامك....
اجتهدي واجتهدي حتى تبري والديك وتتمكنين من الفوز بالجنة من هذا الباب...
يقول الإمام الشافعي:
وَاخْـضَـعْ لأُمِّــكَ وأرضها فَعُقُـوقُـهَـا إِحْـدَى الكِبَــر
وأخيراً
اقرؤا معي هذه المقالة واسمعوها بعقولكم وقلوبكم يقول الشيخ الطنطاوي في مذكراته:
من قعد يقرأ هذه الحلقة وله أمٌّ فليتدارك ما بقي من أيامها, لئلا يصبح يومًا فلا يجدها ولا يجد ما يعوضه عنها. وإن كانت عجوزًا أو كانت مريضةً أو كانت مزعجةً بكثرة طلباتها؛ فاذكر أنها إن احتاجت إليك اليوم فلقد كنت يومًا أحوج إليها, وإن طالبتك أن تقدم لها من مالك فقد قدّمت لك من نفسها ومن جسدها, وأنها حملتك في بطنها فكنت عضوًا من أعضائها يتغذى من دمها, ثم وضعتك كرهًا عنها, انتُزعت منها انتزاع روحها. أما أبصرت يومًا حاملاً في شهرها التاسع؛ بطنها إلى حلقها لا تستطيع أن تمشي من ثقل حملها ولا تستطيع أن تنام؟! وإن لم ترَ بعينك امرأة تلد أفما سمعت صراخها من ألمها؟! ألم يبلغك ما تقاسي وما تتعذب؟! لو سبب لك إنسان عُشْر هذا العذاب لأعرضت عنه ولهجرته! هذا إن أنت رفقت به فما انتقمت منه ولا آذيته, ولكن الأم تنسى بعد لحظات من خروج الولد ألمها, ثم تضمّه إلى صدرها فتحسّ كأن روحها التي كادت أن تفارقها قد رُدّت إليها, وتُلقمُه ثديها ليمتصّ حياتها, فيقوى بضعفها ويسمن بهزالها, أو يمدّها الله بقوّة من عنده فلا تضعف ولا تهزل ويقوى هو ويسمن.
وإن ضقت بطول حياة أمك تخفي ذلك في أعماق نفسك وتُنكره بلسانك, فقد كانت ترى فيك حياتها, إن تبسَّمتَ أحسّت أن الدنيا تبْسُم لها والأماني قد واتتها, وإن بكيت بكى قلبها واسودّ نهارها, وإن مرضت هجرت منامها ونسيت طعامها, ترعاك ساهرة حتى تصبح, فإن أصبحت ظلّت ترعاك حتى تمسي. إنك لو أحببتها بقلبك كله لم توفّها إلا واحدًا من المئة مما أولتك هي من حبها!
وإن كان لك أب شيخ كبير محتاج إليك, فاذكر أنه طالما تعب لتستريح أنت وشقي لتسعد, ما جمع المال إلا لك وما خسر ماضيه إلا ليضمن لك مستقبلك, وأنه كان يعود من عمله محطّمًا مكدودًا فتثب إلى حجره وتقول له: بابا, وتمدّ يديك الصغيرتين لتعانقه, فينسى بك التعب والنصب, ويرى المسرّات كلها قد جُمعت له والمتاعب كلها قد نأت عنه. واذكر أنه ما زاد من عمرك يوم حتى نقص من عمريهما مثله, ولا بلغت شبابك حتى ذهب شبابهما, ولا نلت هذه القوة حتى نالهما الضعف. أفئن بلغت مبلغ الرجال كان جزاؤهما منك الصدود والنكران؟!
إن الإنسان يربّي كلبًا فيفي له, وحمارًا فلا يرفسه, ويُطعم القط فلا يعضه, بل إن من الناس من يتألّف صغار الأسود والنمور وأنواع الوحش فتأنس به وتأوي إليه وتلحس –علامة الشكر- يده. ويفني الوالدان نفسيهما في الولد فينسى فضلهما ويجحد يدهما؟ يا عجبًا! أيكون الكلب والحمار والقط والنمر أوفى من الإنسان؟!
وقد تجد في الناس من يظهر لك من حبه أكثر مما تُظهر لك الأم ويظهر الأب, ولكن منهم من يحبك لمالك أو لجمالك أو لجاهك وصلاح حالك, فإن ساءت الحال أو ذهب الجمال أو قلّ المال أعرض عنك ولم يعد يعرفك. أما الذي يحبك لذاتك ويبقى على حبّك مهما تبدّلت الحال بك فهو أمك وأبوك, لا تجد مثلهما حتى في الزوجات. ومن الزوجات الوفيّات الصالحات الصابرات الراضيات؛ لا يتخلين عن الرجل ولو مرض وذهبت صحته, ولو افتقر وضاع ماله, ولو سقطت منزلته في الناس فهجروه, ولكن هذا في بعض الزوجات, أما الأمهات فهو فيهن جميعًا بلا استثناء.
فمن كانت له أم أو كان له أب فقد فُتح له باب الجنة, فمن الذي يمرّ بباب الجنة مفتوحًا فلا يدخلها؟!"
انتهى كلام الشيخ
والله كلمات مؤثرة معبرة أكاد أحفظها من كثرة قرائتها وتخنقني العبرة في كل مرة أقرؤها..
فالأم والأب شيئان عظيمان لا يتكرران أبدا ولا يتعوضان ..
كل شيء في الحياة يتعوض ويتكرر..الأخ ، الأخت، الزوج ،الزوجة، الأبناء..
إلا الوالدان إذا فقدا فلا شيء آخر يعوضهما مهما كان..
اللهم ارزقنا رضى والدينا واسعادهما والبر بهما واحفظهما وأطل في عمرهما على طاعتك..
آمين
دمتم بخير أنتم ومن تحبون
منقول
رحمك الله آماه
واسكنك فسيح جناته